مقال الدكتور بسام الزعبي (العدد 53)

الأردن والملك والطاقة المتجددة

تناول جلالة الملك عبدالله الثاني، في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأمريكية، موضوع الطاقة والتحديات التي تواجه الأردن في هذا الملف، وأوضح جلالته أن الحلول التي يضعها الأردن في هذا المجال سترتكز على الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، حيث جاء في حديث جلالته.. سنركز على الطاقة البديلة، وسنجعل من الأردن مركزاً لها.. نهدف إلى أن نصدّر الطاقة المتجددة إلى أوروبا.. عقدنا صفقة ضخمة مع الصينيين للاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.. أطلقنا مبادرة لاستخدام الطاقة المتجددة في 50 مدرسة كبداية، وستشمل خلال العامين المقبلين جميع المدارس الحكومية في الأردن، والبالغ عددها 3000 مدرسة.. سنشهد قفزة هائلة في مجال الطاقة المتجددة في الأردن في المستقبل القريب.. سنشهد استثمارات كبيرة في مجال الطاقة البديلة.

أما هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، فقد أوضحت أنها تأمل أن تصل مساهمة الطاقة المتجددة، متعددة المصادر، بما نسبته 10% من خليط الطاقة الكلي في عام 2020، إلى جانب تحقيق خفض في استهلاك الطاقة مقداره 20% من مستويات استهلاك عام 2007.

ولا شك بأن الهيئة تعتمد في توقعاتها وخططها على أن المملكة من أفضل الدول، فيما يتعلق بالحصاد الشمسي وبكفاءة إنتاج الطاقة، نظراً لشدة السطوع وانخفاض نسبة الرطوبة، وعدد الأيام المشمسة التي تصل 300 يوم في السنة.

وقد يكون من الجميل هنا تسجيل الفضل إلى أهله، حيث كانت سمو الأميرة عالية بنت الحسين قد أطلقت قبل نحو عامين، من خلال مؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين، مشروعاً تنموياً خيرياً لتوليد الكهرباء في مدارس القرى النائية في الجنوب من خلال الطاقة المتجددة، كما أطلقت مشروع التعليم المستدام من خلال الطاقة الشمسية، حيث يجري تنفيذ المشروع بشراكة كاملة بين مؤسسة الأميرة عالية ووزارة التربية والتعليم.

مؤخراً، رعى رئيس الوزراء، بحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن، حفل إطلاق مشروع شمس معان لتوليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية، والذي يعتبر أضخم مشروع، ليس في الأردن فقط، وإنما على مستوى منطقة الشرق الاوسط.

فيما قامت شركة واحة أيلة للتطوير بتدشين أول محطة توليد كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في العقبة، لتغطية أحمال الكهرباء التي تتطلبها محطة ضخ مياه البحر إلى داخل مشروع واحة أيلة، إذ تم اللجوء إلى استخدام الطاقة المتجددة عن طريق استخدام الألواح الضوئية، وبقدرة 3.2 ميغاواط من الطاقة النظيفة، والتي تغطي بدورها كافة احتياجات محطة الضخ بنسبة 100%.

مقال متخصص نشر تحت عنوان: أين وصلت الطاقة المتجددة؟ للدكتور أيوب أبو دية أختتم بسؤال محدد: ألم يحن الوقت لوضع استراتيجية لتحقيق على الأقل 40% طاقة متجددة عام 2020؟.

كل هذا نضعه أمام وزير الطاقة والثروة المعدنية الذي يتمتع برؤية ثاقبة في مجال الخطط والتخطيط، كيف لا وهو وزير التخطيط السابق، وكلنا أمل أن يتم تحقيق رؤية جلالة الملك في عهد هذا الوزير النشط، وأن تنير شمس المفرق قرى الأغوار، وأن تنير شمس معان قرى الرمثا.

26-آذار-2018 00:00 ص

نبذة عن الكاتب